التخلص من الضغوط و التوتر أثناء التداول

في سوق التداول سواء كان فوركس أو أسهم وسندات يجب أن تدرك أن ربح مضاربة واحدة لن يجعلك ثريًا، كما أن خسارتها لن تتسبب في إفلاسك. إذا كنت تشعر بالضغط و التوتر أثناء التداول لأن حياتك تعتمد على نتيجة مضاربة واحدة، فأنت بذلك تقامر وليس تضارب، وهذا خارج نطاق هدف هذا الموقع تمامًا.

بما أن خسارة هذه المضاربة لن تؤدي إلى إفلاسك، وربحها لن يجعلك غنيًا، عليك بالاسترخاء وإعطاء استراتيجيتك وأساليبك في المضاربة الوقت الكافي قبل تقييمها. تحرر تمامًا من أي ضغوط أو توتر، فهي مجرد مضاربة واحدة ضمن سلسلة من المضاربات التي تقوم بها وفقًا لاستراتيجيتك.

وفي حال تكررت خسائرك، يجب عليك مراجعة استراتيجيتك والتأكد من فعاليتها والتدريب جيدًا عليها. ثم حاول مرة أخرى، محررًا نفسك تمامًا من أي توتر أو ضغوط.

التداول بدون توتر أو ضغوط

الضغوط والتوتر هما من أكبر العقبات التي تواجه المضاربين في أسواق التداول. يمكن أن تؤدي هذه الضغوط إلى اتخاذ قرارات غير منطقية وخسائر مالية كبيرة.

في هذا المقال، سنتناول كيفية تأثير الضغوط والتوتر على المضارب الناجح، ونستعرض بعض الاستراتيجيات لتجنبها وتحقيق أداء أفضل في التداول.

1- تجنب مراقبة حركة السعر بشكل مستمر

وجود أوقات محددة لمراقبة السعر

مراقبة الأسعار بشكل مستمر يمكن أن يكون مرهقًا ويؤدي إلى توتر زائد. هذا التصرف كفيل بالإصابة بالأمراض حتى لو لم تكون مضاربا. لذلك، من الأفضل تحديد أوقات معينة خلال اليوم لمتابعة الأسعار ومستوى المكسب والخسارة بالنسبة لك، فقط على فترات متباعدة وليس بشكل دائم. هذا يساعد في تقليل التوتر النفسي ويسمح لك بالتركيز على الأنشطة الأخرى.

على جانب آخر تواتر مراقبة السعر يتوقف على نظام المضاربة الخاص بك وأيضا الإطار الزمني الذي تعمل به. فإذا كنت تعمل على إطار زمني قصير (الدقيقة – الخمس دقائق) فأنت مضطر لمراقبة السعر بشكل دائم، وفي هذه الحالة عليك ان تتمتع باستراتيجية قوية وأيضا التزام قوي، حتى تخرج بالنتيجة المطلوبة دون أن تصاب بتوتر أو ضغوط أثناء المضاربة.

وضع مستويات جني الأرباح وتجنب الخسارة

من الضروري تحديد مستويات محددة لجني الأرباح والخروج من الصفقات إذا وصلت الأسعار إلى تلك المستويات. كذلك، يجب تعيين مستويات لوقف الخسارة لتجنب الخسائر الكبيرة. هذه الخطوات تساعد في تقليل القلق والتوتر بشأن تحركات الأسعار غير المتوقعة.

التركيز المستمر على حركة السعر

من مشاكل التركيز المفرط على حركة السعر أنه يمكن أن يضع المضارب تحت ضغط هائل، ونتيجة طبيعية لذلك هو المزيد من احتمالية اتخاذ قرارات غير مدروسة ومتهورة. قد تكون هذه القرارات في صورة خروج مبكر من مضاربة ناجحة، أو تحرك سريع في مستويات الربح والخسارة دون الحصول على كامل الربح من المضاربة والخسارة على المدى الطويل، هذا الضغط يمنع المضارب من الالتزام بخطة التداول الموضوعة ويزيد من احتمالية الفشل.

الالتزام بخطة التداول

الضغط الناتج عن مراقبة الأسعار بشكل مستمر قد يؤدي إلى عدم الالتزام بخطة التداول. من المهم البقاء على الطريق الصحيح وعدم الانحراف عن الاستراتيجية الموضوعة بسبب التوتر اللحظي.

2- ضرورة التدريب على الاستراتيجية

دراسة الاستراتيجية بشكل وافي

يجب على المضارب أن يتعمق في فهم استراتيجيته التجارية. الفهم العميق يمكنه من تطبيق الاستراتيجية بثقة وفعالية. دراسة التفاصيل والفروق الدقيقة في الاستراتيجية تساعد في تقليل التوتر عند مواجهة مواقف غير متوقعة.

التدريب المستمر

التدريب العملي على الاستراتيجية يزيد من قدرة المضارب على تطبيقها بشكل صحيح في الظروف الحقيقية. التدريب المتواصل يمكن أن يساعد في بناء الثقة وتقليل التوتر.

دراسة جميع الاحتمالات المتوقعة

يجب على المضارب دراسة جميع السيناريوهات المحتملة لحركة الأسعار. التحضير الجيد لكل الاحتمالات يقلل من عنصر المفاجأة ويساعد في تقليل التوتر عند مواجهة ظروف غير متوقعة.

تجنب المفاجآت

الإعداد المسبق لكل الاحتمالات يقلل من التوتر الناتج عن المواقف غير المتوقعة. المضارب المستعد يكون أقل عرضة للتوتر ويمكنه التعامل مع المواقف بثقة وهدوء.

3- توقع الخسارة

الخسارة جزء من التداول

يجب على المضارب أن يتقبل فكرة أن الخسارة هي جزء لا يتجزأ من عملية التداول.

بالمناسبة، هناك العديد من المضاربين عند البدء في مضاربة جديدة يبدأ أولا في حساب الخسارة أو على الأقل الخروج بحالة من عدم المكسب وعدم الخسارة Break Even قبل توقع المكسب الكامل، وهذا التصور يحرره من الضغوط على اساس إنه في مود الخسارة، وإذا كان هناك مكسب فخير وبركة بالتأكيد، هذا الفهم يساعد في تقليل التوتر النفسي المرتبط بالخسارة.

الالتزام بخطة التداول لتجنب الخسارات المتكررة

الخسارات المتكررة تزيد من الضغوط النفسية. الالتزام بالخطة الموضوعة يساعد في تقليل هذه الخسارات وبالتالي تقليل التوتر. وهذه من الفوائد الأساسية لخطة التداول، هي تساعدك على تجاوز فترات القلق أثناء المضاربة، على الأقل في حالة الخسارة تستطيع تعذية شعور الخسارة بانك التزمت بالخطة الموضوعة للمضاربة، بدلا من الشعور بالذنب لإنك قمت بإدارة المضاربة بنفسك بعيد عن الخطة، هذا الشعور بالذنب قاتل وسوف يؤذيك كثيرا عند المضاربة التالية مباشرة.

وجود خطة بديلة

وجود استراتيجية للتعامل مع انحراف السعر عن المسار المتوقع يمكن أن يقلل من التوتر. الخطة البديلة توفر مسارًا واضحًا للتعامل مع الأزمات وتقلل من القلق.

تحريك مستوى وقف الخسارة

تعيين وتحريك مستوى وقف الخسارة بشكل مناسب يساعد في تحرير المضارب من بعض الضغوط النفسية المرتبطة بالخسارة المحتملة. هذا يوفر شعورًا بالأمان والثقة في التداول.

4- الإدارة السيئة للأموال

الثقة في نظام إدارة الأموال

اتباع نظام إدارة أموال ناجح يقلل من التوتر والخوف. الثقة في هذا النظام تتيح للمضارب التركيز على التداول بدلاً من القلق بشأن الخسائر المالية.

نسبة ربح معقولة

يجب أن يشتمل نظام إدارة الأموال على نسبة ربح وخسارة معقولة لتحقيق الاستقرار النفسي. معرفة أن النظام يحقق أرباحًا معقولة يقلل من التوتر والقلق.

تحديد مستوى الخسارة

معرفة مستوى الخسارة المقبول مسبقًا يساعد في تجنب التوتر الناتج عن الخسائر الكبيرة. هذا يتيح للمضارب التداول بثقة وهدوء، الإلتزام بقاعدة الخسارة بـ 1% أو 2% على الأكثر تحررك كثيرا من الضغوط، لذلك كل متداول يعلم أنه في حالة الخسارة لن يكون هناك خسارة تتجاوز 2% من رأس المال، وبذلك فتكون الخسارة المالية تحت السيطرة، وكلما كانت الخسارة تمثل جزء كبيرا من رأس المال، كلما كان الضغوط عليك كبيرة في العمليات التالية.

5- عدم الالتزام بخطة التداول

اختيار الأوقات المناسبة للقرارات

الالتزام بخطة التداول يساعد في اتخاذ قرارات مدروسة وفي الأوقات المناسبة. هذا يقلل من التوتر الناتج عن القرارات المتسرعة وغير المدروسة.

مستويات البيع والشراء وجني الأرباح

الالتزام بالخطة يضمن تحقيق أفضل مستويات البيع والشراء وجني الأرباح ووقف الخسارة. هذا يوفر شعورًا بالثقة والهدوء في التداول.

التقدم في التداول

لا يمكن للمضارب النجاح في التداول بدون الالتزام بخطة تداول ناجحة ومدروسة. الالتزام بالخطة يضمن التقدم والنجاح في الأسواق المالية.

6- الثقة بالنفس والأداء

الثقة بالنفس

المضارب الناجح يتمتع بثقة بالنفس تجنبه التوتر والضغوط أثناء التداول. الثقة بالنفس تأتي من الخبرة والتدريب المستمر.

التدريب المستمر

التدريب المستمر على حركة السعر واتخاذ القرار المناسب يعزز الثقة بالنفس ويحرر المضارب من الضغوط. التدريب يجعل المضارب أكثر استعدادًا للتعامل مع المواقف الصعبة

7- التوازن بين الحياة والعمل

من المهم أن يحافظ المضارب على توازن صحي بين حياته الشخصية والتداول. الإفراط في التركيز على التداول يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق والتوتر. وأيضا قضاء وقت مع العائلة وممارسة الهوايات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية ويساعد في تقليل التوتر.

8- بناء شبكة دعم

التواصل مع المضاربين الآخرين و الانضمام إلى مجتمعات التداول أو الشبكات الاجتماعية يمكن أن يوفر الدعم النفسي والمشورة من أشخاص يواجهون نفس التحديات، ويوجد على الإنترنت العديد من المنتديات والمواقع التي تستطيع قراءة العديد من تجارب المضاربين السابقة في كيفية التعامل مع الضغوط، وأيضا استنتاج المشكلة التي لديك والتي تؤدي إلى شعور دائم بالتوتر والضغط أثناء التداول.

أو من الممكن الاستعانة بمدرب أو مستشار تداول، وجود مدرب أو مستشار تداول يمكن أن يوفر توجيهًا شخصيًا ويساعد في تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التوتر.

في الختام، يعد التحكم في الضغوط والتوتر جزءاً أساسياً من نجاح أي مضارب. من خلال اتباع الخطوات المذكورة أعلاه، يمكن للمضاربين تقليل التوتر وزيادة فرصهم في تحقيق النجاح في سوق التداول.