الفكرة باختصار هو تحويل قيمة المبلغ اللي يتم رصده للمخاطرة من رصيدك إلى مؤشر يصعد ويهبط حسب أداءك، وتعتبر الفكرة دي بديل عملي عن استخدام نسبة ثابتة من رأس مالك في المضاربة، أو مضاعفته عند اللزوم بشكل غير مدروس.
معظم المضاربين في السوق يستخدمون طريقة من اثنين للمضاربة، أما نسبة ثابتة من رأس المال لا تتأثر بالمكسب أو الخسارة مثل استخدام نسبة 1% أو 2% من رأس المال، وهناك من يستخدم نفس النسبة ولكنه يقوم بمضاعفتها في حال الخسارة لتعويض ما تم خسارته والحفاظ على نفس مبلغ المجازفة مرة أخرى.
جدوى استخدام 1% من رأس مالك في المضاربات
كما هو معلوم انه يوجد طرق عديدة لتنظيم المضاربات ماليا، والأكثر شيوعا هو استخدام سياسة الـ 1% أو 2% من رأس مالك في المضاربات، ووجهة النظر التي تؤيد هذه السياسة هو فكرة انك لن تفقد رأس مالك بهذه الطريقة، وهذا كلام منطقى وسليم، ولكن من جهة أخرى فرصة نمو رأس مالك على المدى الطويل لن تكون مجدية، لإنها استراتيجية أدارة مال متحفظة جدا، تضع الحفاظ على رأس مالك في المقام الأول وهذا طبعا شئ مهم، ولكن في نفس الوقت، ماذا عن تنميته؟
لا نريد أن نكون متحفظين جدا في المضاربات، بحيث نجد نفسنا لا نجني ما نستحقه ونبذله من مجهود في المضاربات، قد ينتهي الأمر للبعض أن يجد نفسه رابح أكثر لو كان وفر على نفسه جهد المضاربة ووضع أمواله في البنوك وفقط.
المجازفة برأس المال في المضاربات.
وعلى الجانب الآخر نجد العديد من المضاربين لا يمانعون بالمجازفة في المضاربات من أجل الحصول على ربح مالي معقول من الفوركس، ومقابل هذا الربح المادي يكون هناك المجازفة بنسبة كبيرة من رأس المال في المضاربات، فهناك من لا يكتفي بنسبة الـ 2% ويقوم بتصعيدها أكثر حتى يصل إلى 5% أو 6%، وهذا طبعا شئ خطر للغاية.
وهناك من يتمسك بنسبة مجازفة قليلة و عند الخسارة يبدأ في مضاعفة نسبة المجازفة لفترة حتى يعوض خسارته ثم يعود مرة أخرى لنسبته المعتادة، على سبيل المثال هناك خسارة لمضاربة عند استخدام نسبة 1% من رأس المال في المضاربة ولكنها كانت مضاربة خاسرة وعليها فقد نقص رأس المال مبلغ المجازفة، فيقوم المضارب بمضاعفة نسبة المجازفة ويدخل المضاربة التالية بنسبة 2% وإذا لم تنجح أيضا فيدخل بنسبة الـ 4% على أمل تعويض الخسارة، ولكن ماذا لم يكن هناك مكسب يعوض الخسارة وأصيب المضارب بخسارة جديدة، إلى أي حد من المضاعفة سوف يصل في هذه الحالة.
تحويل نسبة المجازفة إلى مؤشر يتأثر بالمضاربات ويرتفع وينخفض معها.
للعمل بهذا النظام لإدارة المال، يجب أن يتوافر لديك معلومات أساسية مهمة:
- نسبة ربح محددة أو مبلغ معين تريد تحقيقه في خلال اسبوع أو شهر مثلا.
- تحديد عدد من المضاربات بانتهائها تكون وصلت للهدف.
- استراتيجة مضاربة واضحة ومجربة وبها نسبة مكسب في حدود الـ 50 – 60%
- تحديد نسبة المكسب من الإستراتيجية، هل هي 1:1.5 أو 1:2 أو 1:3 وهكذا.
على سبيل المثال لديك رأس مال قيمته 15000$ خمسة عشر آلاف دولار، وتريد ربح مبلغ 1500 دولار من خلال عشر مضاربت فقط، ونسبة الربح التي تتيحها لك الإستراتيجة بالنسبة لمبلغ المجازفة هو 1:1.5.
في هذه الحالة إذا طبقنا استراتيجة مؤشر ادارة المال يكون قيمة المجازفة الأولى هي : 100 دولار، أي حاولي أقل من 0.6% من قيمة رأس المال، وذلك كبداية فقط، وإذا كانت استراتيجيتك قوية وتستطيع الربح في العشر خطوات، فسوف تصل إلى هدفك وهو الـ 1500 دولار بنسبة مجازفة قيمتها 0.6% من رأس المال الخاص بك.
وبشرح خطوات التنفيذ، نسبة المجازفة وهي الـ 100 دولار سوف تصل إلى 150 دولار بنسبة الربح من الإستراتيجة الخاصة بك وهي 1:1.5، وعند تكرار نفس المضاربة عشر مرات نصل للهدف المطلوب.
ولكن طبعا الدنيا ليست وردي بهذا الشكل، وليس هناك من يكسب عشر مضاربات متتالية، والتعثر شئ أساسي من المضاربة، فهناك مضاربات تصل لمستوى الربح المطلوب، ولكن أيضا هناك خروج دون مكسب أو خسارة، وهناك أيضا خروج على خسارة.
في هذه الحالة سوف ترتفع نسبة المجازفة قليلا، ولكنها تظل تحت الإطار المنطقى، فإذا كانت أول نسبة مجازفة هي 100 دولار أي حوالي 0.6% من رأس المال، فعند خسارة هذه المضاربة، سوف يتم إضافة الربح المراد الوصول إليه بجانب الخسارة الحالية إلى باقي الـ 9 خطوات الباقية وتوزيع نسبة المجازفة عليه والتعامل مع النسبة الجديدة، والسؤال المهم هو: كم سوف تكون النسبة الجديدة بعد خسارة أول مضاربة: نسبة المجازفة سوف ترتفع من 100 دولار إلى 118 دولار أي نسبة 0.78%، لا تزال النسبة منخفضة ومعقولة جدا للمضاربة رغم خسارة أول عملية ولا يزال هناك فرصة كبيرة في الوصول للهدف من خلال التسع مضاربات الباقية.
على الجانب الآخر من هذا النظام
طالما هناك العديد من الخطوات متاحة للوصول للهدف، كانت نسبة الزيادة المضافة للمجازفة برأس المال كانت قليلة، كما رأينا في المثال السابق نسبة الزيادة كانت طفيفة جدا لأن لايزال لدينا 9 خطوات للتعويض، ولكن كلما كانت الخطوات الباقية قليلة، كلما كانت نسبة المجازفة المضافة كبيرة، لذلك الحرص على نجاح المضاربات والحفاظ على نسبة مجازفة معقولة هو هدف أساسي لنجاح الإستراتيجة والوصول للهدف النهائي.
الميزة المهمة جدا من استخدام هذا النظام، هو تحويل نسبة المجازفة إلى مؤشر أو ترمومتر لقياس مستواك في التداول، كلما كانت النسبة منخفضة، فعندها تدرك أنك تحقق ربح وأيضا تجازف بنسبة معقولة من المال وبعد خطوات بسيطة سوف تصل لهدفك، ولكن على الجانب الآخر إذا كانت نسبة المؤشر تتزايد وتكاد تصل لنسبة يصعب عليك التعامل معها، فاعلم أنك لا تحقق الربح المطلوب وعليك التوقف ومراجعة المعطيات التي قمت بطرحها على الإستراتيجية أو مراجعة الإستراتيجة نفسها، فهناك شئ خطأ يجب عليك معالجته.
التعامل مع مؤشر إدارة الأموال بهذه الطريقة يجعل لديك هدف وهو المحافظة على نسبة المجازفة منخفضة قدر الإمكان، وعلى المدى الطويل نسبة المجازفة المنخفضة سوف تصل بك إلى الربح المطلوب، فتركيزك الآن ليس المال ولكن هو المحافظة على هذه النسبة، ومن خلال هذه النسبة المنخفضة سوف تجد رأس مالك يزيد.
نقطة أخرى مهمة قد تقابلك عند استخدامك هذه الإستراتيجية، وهي انك قد كون أوشكت على تحقيق الهدف، ولكن نسبة المجازفة أصبحت مرتفعة قليلا نتيجة لبعض الإخفاقات البسيطة، ولكنها لاتزال تحت السيطرة، ولا تريد الدخول في مضاربة جديدة حتى لا تخسر قيمة المجازفة وتجد نفسك أمام نسبة مجازفة مرتفعة لا تريد التعامل معها، في هذه الحالة عليك ترحيل ما تبقى من مبلغ الوصول للهدف لعشر مضاربات جديدة وتعيد جدولة العشر خطوات والبداية من جديد لتحقيق الربح.
على سبيل المثال انك بعد أو وضعت الهدف 1500 دولار، وصلت لمبلغ 1200 دولار، ولا تريد الدخول في عملية أخرى خوفا من الخسارة وقد تكون كبيرة حيث انك قد شارفت على الإنتهاء، لذلك عليك ترحيل الـ 300 دولار إلى الهدف التالي ليكون 1800 دولار بدلا من 1500 دولار، والبدء من المضاربة رقم واحد مرة أخرى بنسبة مجازفة سوف تكون أقل من 100 دولار.
بالطبع هذه الإستراتيجية ليست مثالية، وليست ملائمة لكل أنواع المضاربة، ولكنها قد تساعد العديد من المضاربين في إعادة النظر في الإستراتيجية التي يستخدمونها، أو في تغير طريقة تفكيرهم في المضاربة وذلك بالتركيز على الحفاظ على نسبة مضاربة منخفضة وتجنب ارتفاعها حتى لا تصل لنسبة خسارة كبيرة.
وأيضا هي تعتبر مؤشر جيد للتجربة على الديمو قبل التعامل مع السوق مباشرة، وتستطيع بسهولة اكتشاف نقاط الضعف في نظام المضاربة الذي تستخدمه، ونقاط الضعف كثيرة وتستطيع تحديدها والوصول إليها. من نقاط الضعف التي يكتشفها هذا النظام هي:
- عدم الحصول على نسبة الربح المناسبة من الإستراتيجية، قد تكون قد اقمت حساباتك على ان نسبة الربح هي 1:2.5 ولكن اكتشفت أنها لا تزيد عن 1:1.5 مثلا.
- لا يتم تحقيق عدد ربح معين من الإستراتيجة الخاصة بك، بالإلتزام بهذا النظام سوف تكتشف أنك لا تستطيع الوصول لعدد معين من المضاربات الناجحة، وذلك بالتأكيد سوف يؤثر على مستوى مؤشر ادارة المال وهذه مشكلة سهل اكتشافها بالإلتزام بهذه الإستراتيجية لإدارة المال.
- عدد الخطوات المطروحة للوصول للهدف أكثر أو أقل من اللازم، بالتأكيد تحديد عدد الخطوات اللازمة للوصول للهدف مهمة جدا، خصوصا إذا قمت بوضع عدد من الخطوات أكثر من الللازم، في هذه الحالة لن تصل للهدف وعليك تقليصها حتى تكون ملاءمة للإستراتيجية.
More Stories
المضاربة و التداول بدون رأس مال
أهمية فتح حساب تجريبي قبل التداول الحقيقي
مشاكل دخول السوق بدون وقف خسارة.