نظرية موجات اليوت والتحليل الموجي
مقدمة عن أساسيات موجات اليوت
من المهم أن يكون هناك تفاصيل وإسهاب في المقدمة عندما نتحدث عن موجات اليوت، المقدمة خصوصا في هذا الموضوع هي البوابة التي تضع عليها أول قدم على عالم تحليل العملات والأسهم بنظام اليوت، فليس من الذكاء اختصار مقدمة هي بالتأكيد مهمة لإيضاح بعض النقاط المهمة.
نبدأ هذا الموضوع بسؤال من المؤكد إنه يدور في عقلك: هل موجات اليوت دقيقة وفعالة في المضاربة؟
والإجابة هي من خلال المقالات والأبحاث إنها ليست صحيحيه 100% وذلك مثلها مثل نظريات وتحليلات الفوركس المختلفة ولكنها من ناحية أخرى دقيقة بالدرجة الكفاية التي تستطيع أن تبني عليها استراتيجية ناجحة.
أعتقد أن الإجابة السابقة وافية إلى حد كبير وتضع لديك تصور عن استخدامات وحدود موجات اليوت.
لن نذكر الكثير عن تاريخ موجات اليوت فهو مذكور ومكرر في العديد من المقالات، ولكن من الطبيعي أن يلفت نظرنا إن تم دراسة الحركات الموجية بنظام اليوت في عام 1938، أي ما يقرب من التسعين عاما، ولا زالت حتى اليوم من النظريات التي تتمتع بمصداقية عالية وسط المضاربين، وهذا دليل مهم على قوة وصحة نظريات اليوت وصمودها إلى اليوم، وإلا ما كانت متاحة الآن وسقطت من فترة.
من الممكن النظر لموجات اليوت على إنها طريقة لتقسيم حركة السعر إلى مستويات وأقسام. هي ليست مجرد شكل لموجات للأسعار، ولكنها قد ترتقي لدرجة اللغة من ألم بها وعرفها، وجد له طريقا مميزا في عالم الفوركس، على سبيل المثال يكفي أن أقول أن الزوج EURUSD في الموجة الخامسة حتى يفهم المتلقي ما يتبع هذا التحليل من حركة في السعر أو السهم، وما قد يكون عليه شكل الموجة التالية.
تقسيم حركة السعر لموجات حسب نوعها طبقا لموجات اليوت، يجعل لديك فكرة عن طريقة التعامل مع السعر بشكل لحظي، على سبيل المثال إذا كنت مدير لصالة تدريب، ولديك مدربين كل شخص مختلف في قدرته البدنية، فمن خلال إدراكك لقدرة كل مدرب، تستطيع إسناد له المهمة المناسبة له ولطاقته.
في وسط زخم حركة الأسعار السريعة صعودا وهبوطا في سوق الفوركس – أو سوق الأسهم والسندات بشكل عام – كان لابد من وجود قراءة سهلة وبسيطة يستطيع من خلالها المحلل البسيط تقسيم الشارت وقراءة حركة الأسعار بصورة يستطيع من خلالها اتخاذ القرارات المهمة في الوقت المناسب، لذلك يتم اللجوء للمؤشرات أحيانا أو الشموع اليابانية أحيانا أخرى أو استخدام أوجه الرسم المختلفة والتي تساعد على التحليل، ومن ضمن هذه الأساليب هو استخدام موجات اليوت أو ما يطلق عليه “التحليل الموجي”، وهي آداه مهمة جدا لتسهيل قراءة التشارت وتقسيمه بشكل منطقي والأهم من ذلك كله هو تحديد رؤية لحركة السعر القادمة.
فكرة موجات اليوت
التحليل الموجي أو التحليل بنظرية أمواج اليوت، قائمة بالأساس على فكرة تفكير المضاربين وردود فعلهم اتجاه حركة الأسهم أو السعر، وقام “أليسون أليوت” بدراسة حركة الأسهم وربطها بنفسية المضارب وردود فعله على شارت لفترة زمنية تعود لحوالي 75 سنة ماضية أثناء دراسته للنظرية.
وجد أليوت ان الأسعار تتحرك بشكل موجي بشكل متكرر صعودا أو هبوطا، ووجد أنه من خلال تحليل حركة أول موجة أو اثنين من حركة السعر من الممكن جدا أن نقوم بتقليص عدد الاحتمالات الواردة لحركة السعر في الفترة القادمة، على سبيل المثال إذا وجدنا بعد تحليل الموجة الأولى والثانية والثالثة أننا أمام موجة دافعة، في هذه الحالة من السهل جدا توقع حركة الموجة الخامسة من حيث السعر وأحيانا الزمن، ومن النادر جدا أن يصل أي تحليل مهما كان لمثل هذه الدقة في معرفة الحركة القادمة للسعر.
لماذا تنجح فكرة أمواج اليوت أو التحليل الموجي
من أكبر المشاكل التي تواجه المضارب وتجعل دخوله للسوق متأخر أو مبكرا أكثر من اللازم هو كثرة الاحتمالات المتاحة وبالتالي صعوبة اتخاذ القرار المناسب، ولكن على الجانب الآخر نجد أن من أهم مميزات التحليل الموجي هو تقليل التفكير في الاحتمالات وبالتالي يقتصر تفكير المضارب على فكرة أو اثنين ويستطيع بسهولة اتخاذ قرار دخول السوق في الاتجاه الصحيح.
على سبيل المثال وجد أن معظم أنواع الموجة الدافعة ذات الامتداد الأوسط لا تتعدى موجة الارتداد التابعة لها أكثر من 61%، بالطبع هناك شروط معينة يجب مراعاتها سوف نتحدث عنها لاحقا لكي نجد هذه النتيجة، ولكن على الجانب الآخر ليس هناك آداه أو مؤشر تستطيع تحقيق هذه النسبة من الدقة أي كان نوع التحليل المستخدم، وفي السطور التالية سوف نتحدث بشيء من التفصيل عن بعض النماذج لأنواع مختلفة من الأمواج وشروطها والموجة التالية المتوقعة لها.
صعوبات وتحديات في تحديد وتحليل موجات اليوت
تحديد موجات اليوت في تحليل الأسواق المالية قد يكون عملية تحليلية تواجه المستثمرين ببعض التحديات والصعوبات منها أن يكون النمط أو النماذج التي تشكل موجات اليوت قد تكون معقدة وتحتاج إلى فهم دقيق للتفاصيل. قد يكون من الصعب للمبتدئين فهم تلك النماذج وتحليلها بشكل فعّال.
وأيضا قد يحدث تغير غير متوقع في تحركات السوق نتيجة لأحداث غير متوقعة أو تطورات جديدة. هذا يمكن أن يجعل من الصعب توقع حركات الأسعار باستمرار. وهناك أيضا التداخل بين موجات مختلفة، مما يجعل التحليل أكثر تعقيدًا. بعض المحللين قد يجدون صعوبة في التفريق بين الموجات الرئيسية والفرعية وفهم كيفية تفاعلها. ونتيجة للتغيرات الاقتصادية والسياسية غير المتوقعة يمكن أن تؤدي إلى تقلبات في السوق، مما يجعل من التنبؤ بموجات اليوت أكثر تعقيدًا، وفي مثل هذه الحالات يحتاج المستثمرون إلى صبر وانضباط عند تحليل موجات اليوت، حيث قد تستمر هذه الموجات لفترات طويلة وتتطلب تقييمًا دقيقًا، وقد تكون هناك تأثيرات خارجية غير متوقعة، مثل أحداث جيوسياسية أو أخبار مفاجئة، والتي قد تؤثر على اتجاهات السوق وتقلباتها. مع هذه التحديات، يعتبر فهم موجات اليوت وتحليلها تحليلًا فنيًا متقدمًا يتطلب المزيد من الخبرة والدراية بسوق المال..
أنواع موجات اليوت
تنقسم موجات اليوت لنوعين أساسين هما:
موجة دافعة Impulsive Wave و موجة تصحيحية Correction Wave
ويجب دراسة أبعاد الأمواج بشكل دقيق حتى نستطيع معرفة نوع الموجة المتاح أمامنا، خصوصا إنه دائما ما يختلط الأمر على المضارب بين الموجة الدافعة وغيرها من الأمواج الطويلة القوية ولكن لا ينطبق عليها شروط الموجة الدافعة.
وكل من الموجات الدافعة والموجات التصحيحية تنقسم للعديد من الموجات الأخرى وسوف نقوم بذكر هذه الأنواع في هذا المقال، ولكننا سوف نقوم بالتركيز أكثر على الموجة الدافعة باعتبارها أقرب الأمثلة للتطبيق وأيضا نستطيع تميزها على الشارت بسهولة.
أنواع الموجة التصحيحية:
الموجة التصحيحية تكوينها الداخلي ينقسم إلى ثلاث أمواج، اثنتان في اتجاه واحد صعودا أو هبوطا تفصلهم موجة أقصر في الإتجاه المعاكس، وبشكل عام فإن الأمواج التصحيحية تنقسم إلى نوعين أساسينهما الأمواج التعريجية Zigzag waves والموجات المسطحة Flat waves، وأيضا يندرج تحت هذه الأمواج أنواع أخرى ولكن لن نتناولها بالتفصيل هنا، فكل نوع منها يحتاج إلى موضوع مستقل.
أنواع الموجة الدافعة:
الموجة الدافعة أو ما يطلق عليه Impulsive wave هي موجة قوية تتحرك في خمس تقسيمات داخلية أو موجات أصغر، ثلاث موجات في أتجاه صعودا أو هبوطا يفصلهم موجتان أصغر في الإتجاه المعاكس، ولكن العلامة المميزة للموجة الدافعة هو وجود موجة قوية طويلة، وتحمل قوة قفزة السعر وزخمه، ونستطيع تميزها عن طريق انظر والمقارنة بينها وبين الموجات الأخرى، وأيضا بالقياس فهي الأطول في الخمس موجات.
ولكن من الملاحظ أن الموجة الأطول ليست ثابتة، فهي أحيانا تكون الموجة الأولى والتي تأتي غالبا في مقدمة موجة كبيرة، وفي حالة أخرى تكون الموجة الأطول هي الوسطى (الموجة الثالثة) وهي الحالة الغالبة والمتعارف عليها، وأحيانا أخرى نجد أن الموجة الممتدة هي الموجة الخامسة، لذلك وجد أنه من الأفضل أن يتم تقسيم الموجة الدافعة إلى ثلاث أنواع طبقا للموجة الممتدة في كل نوع.
الموجة الممتدة الثالثة في الموجة الدافعة Impulsive wave 3rd wave Extended
هناك العديد من الشروط يقوم المحلل بتطبيقها على الموجة المتاحة أمامه للتأكد أنها موجة دافعة ذات امتداد للموجة الثالثة، وعند مطابقة هذه الشروط على الموجة التي أمامه يكون احتمال أن تكون الموجة التالية قصيرة لا تتعدة 61% من الموجة الأساسية هو الإحتمال الغالب –باستثناء حالتين فقط- وبناء على ذلك يستطيع المضارب الإستعداد للدخول إلى السوق للمضاربة في نفس اتجاه الموجة الأساسية، فغالبا ما يتم استئناف السعر بعد الموجة التصحيحية القصيرة.
تشكيل الموجة الدافعة نتيجة لنفسية المضارب
عادة ما تكون الموجة الأولى هي الأقصر في الموجات الخمسة، ويكون هناك حالة ترقب لحركة السعر، هل سوف يتم في نفس الإتجاه أم سوف يكون هناك انعكاسا للسعر، ويتحرك السعر في الموجة الأولى بشكل موجي مشكلا خمس موجات يبدأ بعدها موجات تصحيحية، ولكن عندما يبدأ السعر في التحرك بسرعة، يبدأ المضاربون حول العالم في الدخول لهذه الموجة القوية، ويشكل هذا الدخول صعودا قوية للسهم، ولكن هناك من يدرك الوضع متأخرا، ويبدأ في الدخول، في تلك اللحظة يبدأ من دخل مبكرا في الخروج من السوق مسببا ضعف للسهم ولا يستطيع التحرك مشكلا مستوى جديد، وهنا يكون تكوين الموجة الرابعة والتي غالبا ما تكون أعقد موجة في الشكيل وأطولهم في الزمن، فهي تكون صراعا بين من دخل السوق متأخرا ومنتظرا الفرصة لتحرك السعر بقوة مرة أخرى، وبين من بدأ في الخروج من السوق مكتفيا بما حققه من مكسب، وغالبا ما ينتهي الأمر بتحرك السعر مشكلا مستوى جديدا ولكن هذه المرة تكون الحركة بسيطة ومحدودة وليست بالقوة السابقة وهذه صفات الموجة الخامسة.
شروط الموجة الدافعة لموجات اليوت
- الموجة الدافعة تتكون من خمس موجات بشكل متلازم مكونين شكل موجة واحدة قوية صعودا أو هبوطا.
- ثلاث موجات يكون اتجاهم صعودا أو هبوطا يفصل بينهم موجتان في الإتجاه المعاكس
- بعد انتهاء الموجة الأولى تكون هناك الموجة الثانية و تكون أقصر من الموجة الأولى ولا تجاوزها.
- الموجة الثالثة أطول من الثانية
- بعد الموجة الثالثة تكون هناك رد بسيط للدفع بموجة في الإتجاه المعاكس وتكون أقصر من الثالثة.
- الموجة الخامسة أطول من الرابعة.
النقط الماضية هي النقط الأساسية التي تشكل الموجة الدافعة في موجات اليوت، وعند توافر النقاط الماضية نستيطع الإنتقال للمرحة التالية وهي التأكد من أبعاد الموجة لمعرفة الموجة الممتدة لتحليل الحركة ومعرفة اتجاه حركة السعر القادمة.
قياس الموجة الدافعة بالإمتداد في الموجة الثالثة بمستويات فيبوناتشي.
- الموجة الثانية لا تتجاوز كامل الموجة الأولى، ولذلك يرجح أن يصل إلى 88% من الموجة الأولى، ويمكن أكثر، ولكن أهم نقطة أن لا يتم تجاوز كامل الموجة الأولى
- الموجة الثالثة تكون أكثر من 161% من الموجة الأولى، ويجب توافر هذا الشرط حتى تكون هذه الموجة ذات امتداد في الموجة الثالثة، لإن كل موجة امتداد تختلف في هذه النقطة بالذات.
- الموجة الرابعة لا تتعدى منتصف الموجة الثالثة، ومن الممكن أن تصل إلى 61% من الموجة الثالثة، وأيضا لا تصل لبداية الموجة الثانية.
- الموجة الخامسة تكون في حدود المستوى 138% من الموجة الثالثة.
إذا توافرت شروط الموجة الدافعة، ومن خلال مقاييس اليوت استطعنا معرفة أننا أمام موجة دافعة ذات امتداد للموجة الثالثة فنستطيع تحديد أن الموجة التصحيحية لها هي ثلاث موجات بتقسيم داخلي 5-3-5 ولن تتجاوز مستوى 61% من الموجة الدافعة قبل أن يستأنف السعر حركته مرة أخرى في اتجاه الموجة الأساسية.
فقط هناك حالتان من الممكن أن يتجاوز فيهما السعر هذا المستوى وأيضا يتم تجاوز الموجة بكاملها، وهذا الإستناء هو أن تكن هذه الموجة هي نفسها الموجة الخامسة في موجة دافعة كبيرة، أو أن تكون الموجة الثالثة في موجة مسطحة، ومن طبيعة هذه الأمواج أن يتم انعكاس السعر بعد انتهاء الموجة، ولذلك يجب التأكد أن الموجة التي نقوم بتحليلها ليست الموجة الأخيرة في أي من الحالتين السابقتين وفي هذه الحالة علينا توقع أن يتم انعكاس السعر بقوة متجاوزا كامل الموجة الأولى، وهذا أيضا احتمال يجب أخذه في الحسبان أثناء التداول.
وكما قمنا بدراسة تفصيليلة للموجة الدافعة بالإمتداد الثالث، سوف نقوم في مقال لاحق بدراسة الموجة الدافعة بالإمتداد الأول وأيضا الخامس، ويجب على القارئ الكريم أن يقوم بدراسة حركة السعر مستكشفا أمواج بأشكال مختلفة ومراقبة الموجة الإرتدادية ومدى مطابقتها للحركة كما رسمها أليوت من خلال نظريته الخالدة.