رغم سهولة التمييز بين موجات اليوت الدافعة من خلال عوامل وعلامات ومؤشرات معينة، يتسبب غالبًا الارتباك وقلة الخبرة والاستعجال في الخلط بينها وبين أنواع موجات التصحيح الأخرى. يحدث هذا في كثير من الأحيان بسبب التسجيل البصري المجرد لـ 5 موجات صاعدة أو هابطة، دون أخذ في الاعتبار الدقة الكافية في التحليل.
في هذا السياق، سنقوم بتسليط الضوء على العلامات المميزة لتطبيق نظرية اليوت للموجات الدافعة، ونشرح تكوينها ومميزاتها، بالإضافة إلى كيفية استثمارها في المضاربة. سنتناول أيضًا كيفية التمييز بينها وبين أشكال موجات التصحيح الأخرى، ونقوم بإجراء مقارنة شاملة بينهما بهدف توضيح الفروق الرئيسية وتحقيق فهم أعمق لهذه الأنماط المعقدة في سوق التداول.
بشكل عام موجات اليوت هي نظرية تحليل فني تستخدم لفهم وتوقع حركة الأسعار في الأسواق المالية أن كان صعودا أو هبوطا
تم تطوير هذه النظرية بواسطة رالف نيلسون إليوت وتقوم على فكرة أن أسعار الأصول تتبع أنماطًا طبيعية وقوانين محددة.
في سياق تحليل الأسواق المالية، تعتبر نظرية الموجات الدافعة لإليوت جزءًا من الحركة الرئيسية للسعر في اتجاه معين. هذه الموجات تتميز بالتقدم السريع والقوة العالية، وتعد الجزء الأكثر تطورًا وقوةً في اتجاه الصعود أو الهبوط. وتظهر في أتجاه الصعود أو الهبوط بثلاث موجات صاعدة متتالية يتخللها موجتين تصحيحيتين ف الاتجاه المعاكس، بمعنى أنه إذا كانت الموجة الدافعة في اتجاه الصعود، سوف تكون التقسيمات الداخلية للموجة ثلاث موجات صعود (الموجة الأولى والثالثة والخامسة) وبينهم موجتين في الاتجاه الهابط (الثانية والرابعة).
المميزات الرئيسية لملامح موجات اليوت الدافعة
قوة الموجة الدافعة: تتميز الموجات الدافعة بنظرية اليوت بطبيعتها القوية والتي تقفز بالسعر بعشرات النقط في وقت قصير جدا، لذلك يكثر ظهور موجات اليوت أثناء الأخبار الاقتصادية المهمة، وأيضا عندما يصطدم السعر بمستوى مقاومة أو دعم مهم، وعادة ما يتخذ العديد من المضاربين قرار بالشراء أو البيع في وقت واحد في مثل هذه الحالات، وهو ما يجعل السعر يتسارع ويقفز بالعديد من النقاط في وقت قصير.
وأيضا بتواجد نظرية الموجات الدافعة يعطي للمضارب فكرة كبيرة عن اتجاه السوق إذا كان صعودا أو هبوطا، قد تتواجد موجات اليوت في الاتجاه المعاكس لحركة السوق، ولكن هذا قد يكون استثناء، ولكن في معظم الحالات يستدل المضارب على اتجاه حركة السوق عن طريق تواجد موجات اليوت. تساعد أيضا الموجات الدافعة في رسم الشكل النهائي لمجموعة من الأمواج.
في أحيانا كثيرة يظل الشكل العام للموجة غير واضح وعرضة لكثير من التكهنات والاحتمالات، حتى تأتي موجة دافعة فتكون علامة مهمة لترقيم الأمواج ومعرفة بداية ونهاية سلسلة معينة من الأمواج.
ولإيضاح النقطة السابقة بشيء من التفصيل، على سبيل المثال وجود موجة دافعة قوية، بعد سلسلة من الموجات التصحيحية تكون علامة مباشرة إن الموجة التي لديك هي موجة فلات تصحيحية، أو إذا كانت الموجة الأساسية هي دافعة أيضا، فأنت أمام موجة تصحيحية متعرجة ZigZag وهكذا يستطيع المضارب الوصول لشكل نهائي وتحليل دقيق للسعر عن طريق وضح الموجة الدافعة في سياقها الصحيح.
تتميز أيضا الموجة الدافعة بوجود موجة أساسية قوية، في أغلب الأحيان تكون هي الموجة الثالثة، ولكن ليس في كل الأحوال، أحيانا تكون الموجة الرئيسية في الموجة الدافعة هي الموجة الأولى أو الخامسة، ومن الممكن التعرف على الموجة الدافعة بمجرد النظر، وذلك لقوتها مقارنة بطول الموجتين الآخرتين.
التوقف عن المضاربة عند ظهور الموجة الدافعة: عند ظهور الموجات على حركة السعر الكثير من المضاربين يتوقفون عن مراقبة حركة السعر، وآخرون يبتعدون تماما عن التداول في هذا الوقت أو مع هذا الزوج من العملات لفترة من الوقت حتى تظهر ملامح انتهاء الموجة الدافعة، وذلك لأن الموجات الدافعة تمتد بشكل يصعب تنبأه، وذلك عكس الموجات التصحيحية والتي تكون مرتبطة ببعضها وتستطيع تحديد حد أقصى لها تنتهي عنده الموجة التصحيحية.
لذلك من العلامات المميزة للموجات الدافعة بنظرية اليوت هو قوتها وامتدادها بشكل كبير، حتى أنك في مرحلة من المراحل لا تستطيع على وجه التحديد معرفة في أي مرحلة يقف السعر الآن، وتكون دائما في جدال وتساءل هل هذه الموجة هي الثالثة في الأولى، أم الثالثة في الثالثة، أم الثالثة في الخامسة، وبعد أن تصل لنتيجة معينة، تفاجأ بأن الموجة الدافعة لازالت في حالة امتداد ولم تنتهي بعد، وبالتأكيد سعيد الحظ من يستطيع مواكبة هذه الموجة ويكون امتداد الموجة مربح بالنسبة له وفي صالحه.
تركيب موجات اليوت الدافعة
بشكل عام يساعد معرفة تركيب موجات اليوت بتشكيلها الداخلي الدافع إلى معرفة مراحل السوق المختلفة، عندنا نكون بصدد تحليل الموجة الرئيسية في موجات اليوت، فنحن أمام قمة أداء الموجة، ومهما أتى بعدها لن يكون بقوتها وسرعتها، وبذلك نكون قد حددنا نقاط أداء قوية وبطيئة للسعر في هذه المرحلة.
من المعروف أن الموجة الثالثة في الموجة الدافعة هي الأقوى ويتم بناء عليه بناء التحليلات والتوقعات، ولكن ليس في كل الحالات تكون الموجة الثالثة هي الأقوى أو صاحبة الامتداد الأطول في الموجة، هناك حالات يكون فيها الموجة الأولى هي صاحبة الامتداد الأقوى، ,أيضا حالات أخرى تكون الموجة الخامسة هي الموجة صاحبة الامتداد الأقوى.
في هذا الموضوع سوف يتم تطبيق النظريات والمفاهيم على تركيب الموجة الأكثر ظهورا وهي الموجة الدافعة ذات امتداد للموجة الثالثة. ويتم تقسيم الأمواج كالتالي:
الموجة الأولى : وجود السعر عند الموجة الأولى الدافعة ينبئ بوجود قوة شراء أو بيع قوية في طريقها إلى السوق، وإنها لازالت في البداية ومن الممكن اللحاق بالسوق والدخول بسعر مناسب. وهي أول مؤشر لوجود قوة دافعة قادمة بتكوينها الداخل لخمس موجات صاعدة أو هابطة، وبعدها.
الموجة الثانية وهي تصحيحية وتعتبر هي الموجة المثالية لدخول السوق للتداول قبل الموجة المهمة الثالثة، ولكن بالطبع يصعب جدا الدخول في الموجة بسعر مناسب، هي مساحة للمحترفين، ولا يجب للموجة الثانية أن تصل إلى أبعد من نقطة انطلاق الموجة الأولى.
الموجة الثالثة يكون السعر في مرحلة الاندفاع ويصل لمستويات قياسية في وقت قصير، والدخول في هذه الفترة به شيء من المخاطرة ومن الممكن أن يختلف مستوى الدخول في السوق بشكل غير محسوب نظرا لتحرك السعر بشكل عنيف في هذه المرحلة. الموجة الثالثة في أغلب الأحيان هي الموجة الرئيسية والتي بعدها تكون الموجة في انحسار وتبدأ حركة السعر تتحرك ببطيء قليلا في إشارة لقرب انتهاء الموجة الدافعة.
الموجة الرابعة فهي موجة تصحيحية وهي مثالية أيضا لمن يريد التداول على الموجة الخامسة والأخيرة، ولايجب لنقطة نهاية الموجة الرابعة أن تتجاوز نهاية مستوى الموجة الثانية.
الموجة الخامسة هي آخر موجة في الموجة الدافعة لذلك من الحكمة عدم دخول السوق في هذه المرحلة إلا بعد حسابات دقيقة وإدراك أن السوق قد ينعكس في أي لحظة، هذا بجانب حركة السعر البطيئة التي يكون عليها السوق في الموجة الخامسة، نظرا لقيام العديد من المضاربين بجني الأرباح بعد الموجة الثالثة وعدم انتظار التداول حتى الموجة الخامسة.
على جانب آخر تعد الموجة الخامسة هي هدف كثير من المحللين لمعرفة نهاية الموجة الدافعة وقرب انعكاس السوق، لذلك نجد العديد من المؤشرات يتم برمجتها وبناءها لمعرفة قرب انتهاء الموجة، وهناك أيضا العديد من الإستراتيجيات التي يتم بناءها بالاعتماد على هذه المؤشرات وترقب أداءها حتى يتم إصدار التحليلات اللازمة للموجة الجديدة وشكلها وكيفية دخول السوق من خلالها. من أشهر المؤشرات التي تعمل على ترقب ورصد الموجة الخامسة هي CCI وأيضا Stochastics وبالطبع MACD وذلك للتأكد من ظهور تباعد بين المؤشر وحركة السعر Divergence.
التفرقة بين الموجات الدافعة والموجات التصحيحية
في أحيانا كثيرة يتم الخلط بين الموجات الدافعة والأخرى التصحيحية، وقد تتخذ الموجات التصحيحية شكلا مشابه للموجات الدافعة، ولكن بالتأكيد من السهل التفرقة بينهم خصوصا مع عوامل التميز القوية للموجات الدافعة والتي تظهر الموجات الدافعة بشكل قوي ومختلف.
من الموجات التصحيحية التي يتم الخلط بينها وبين الموجة الدافعة الخماسية، هي موجات الزيجزاج أو الموجات المتعرجة، وذلك لإن موجة الزيجزاج والزيجزاج المزدوج تكون أيضا في حالة تحرك قوي صعودا أو هبوطا وتستطيع تحديد عدد الأمواج بشكل بسيط، ولكنها تفتقد وجود موجة قوية ممتدة، وأيضا الأمواج قريبة بين بعضها البعض، وليس هناك فرق كبير في المسافات بين الأمواج وهي أيضا صفة مهمة للموجة الدافعة. بالطبع التفرقة بين أنواع الأمواج من الممكن الوصول إليه بكثرة التدريب ومتابعة حركة السعر على فترات مختلفة وبعدها لن تجد أي صعوبة في التفرقة بين الموجة الدافعة وبين أنواع الأمواج الأخرى.
والتشابه بين الموجة الدافعة الخماسية والموجات التصحيحية لا يقف عند الموجات المتعرجة وفقط، ولكن أيضا كثيرا ما يتم الخلط بين الموجات الدافعة والموجات التصحيحية المركبة، والتي تتكون من أكثير من موجة تصحيحية واحدة، في أحيانا كثيرة وبعد انتهاء الموجة التصحيحية، يتم تكوين موجة تصحيحه أخرى، وعادة ما تكون هذه الموجات بعد حركة سوق قوية أو في أيام العطلات ونهاية الأسبوع.
أمثلة عملية تم تسجيلها تاريخيا لحركة أمواج اليوت الدافعة
هناك العديد من الحالات التاريخية حيث ظهرت موجات اليوت بوضوح في تحليل الأسواق المالية. يُعتبر أحد أمثلة بارزة على ذلك هو الارتفاع الكبير في أسواق الأسهم خلال فترة الرغبة في التكنولوجيا في أوائل عقد 2000. خلال هذه الفترة، شهدت الأسهم التكنولوجية ارتفاعًا هائلاً وتشكلت الموجات الدافعة بوضوح. كان هناك اتجاه قوي صاعد يتسارع، حيث ارتفعت الأسهم بشكل ملحوظ في فترة قصيرة. تمثل هذه الفترة مثالًا جيدًا على قوة ووضوح الموجات في فترات ارتفاع السوق.
من الجدير بالذكر أنه يمكن أيضًا تحديد موجات اليوت في فترات هبوط الأسواق، وهذا يظهر عندما يكون هناك انخفاض حاد في الأسعار يتبعه تصحيح صاعد، هذه الحالات التاريخية تبرز قوة واستمرارية نظرية الموجات الدافعة لإليوت وكيف يمكن للمحللين والمتداولين استخدامها لتحديد الاتجاهات واتخاذ قرارات تداول أكثر ذكاءً.
تأثير الأخبار والأحداث الاقتصادية على تشكيل موجات دافعة
تأثير الأخبار والأحداث الاقتصادية يكوِّن عاملاً مهم في تشكيل أمواج تابعة لنظرية اليوت في أسواق التداول. ينعكس تأثير هذه العوامل بشكل كبير في حركة الأسعار وتكوين الاتجاهات. على سبيل المثال، تعتبر الأخبار والإعلان عن الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات البطالة هي مؤشرات اقتصادية رئيسية ومهمة جدا وعوامل تحدد اتجاه الاقتصاد، وبالتأكيد حركة السعر الناتجة من هذه الأخبار وتفاعل المضاربين معها يعمل على تكوين موجات اليوت ونتيجة لذلك تشير إلى الاتجاه الرئيسي للسوق.
تأثير السياسة النقدية أيضًا لا يمكن تجاهله، حيث تقرر البنوك المركزية سياستها بشأن معدلات الفائدة. زيادات في معدل الفائدة قد تؤدي إلى تكوين موجات اليوت دافعة هابطة، في حين يمكن أن تعزز خفض الفائدة تكوين موجات اليوت صاعدة. كما يلعب التوتر السياسي أيضا والأحداث السياسية الكبرى دورًا في تحديد اتجاهات السوق، حيث يظهر تأثيرها بوضوح في تكوين موجات اليوت، يعتبر فهم تأثير الأخبار والأحداث الاقتصادية أمرًا حيويًا للمتداولين، حيث يساعد في توقعاتهم وتكوين استراتيجياتهم بناءً على فهم أعمق لحالة السوق واتجاهها المحتمل.
استغلال موجات اليوت في بناء استراتيجيات ناجحة
أكثر من يستفيد من الموجات الدافعة طبقا لنظرية اليوت هم أصحاب التحليل الأساسي، الذين يعتمدون على الأخبار الاقتصادية في التداول، ومن يتابع تأُثير الأخبار الاقتصادية على حركة السعر يدرك هذا المعنى جيدا، عند وجود خبر اقتصادي مهم وفور نزول الأرقام والبيانات الجديدة، فورا نجد حركة عنيفة تحدث في أسعار العملات والأسهم، وبالطبع مواعيد الأخبار الاقتصادية معروفة مسبقا ويكون المتداول حالة استعداد لدخول السوق فور بداية الأخبار. ومن خلال المضاربة يستطيع ادراك حركة الموجة إذا كانت ستستمر قليلا ويمكن أن ينتظر في السوق حتى تنتهي الموجة الدافعة، أم عليه الخروج لعدم تأثير الخبر على حركة السوق بشكل محوري.
أصحاب التحليل الفني نصيب من الإستراتيجيات الخاصة بالتداول على موجات اليوت، فهناك العديد من المؤشرات التي تستطيع التعرف على نهاية موجة اليوت وبداية موجة جديدة، وأيضا تقسيم الموجة إذا كانت موجة تصحيحية أم موجة خماسية مع وجود محتمل لموجة دافعة.
وأهم عامل لأصحاب التحليل الموجي هو من لديه خبرة بموجات اليوت على وجد التحديد، من يقوم بتحليل موجات اليوت بشكل احترافي يستطيع معرفة احتمال وجود موجات دافعة، فهي لها مقدمات مهمة متعارف عليها في التحليل الموجي، على سبيل المثال إذا كان هناك موجة تصحيحية فلات، فهي في أغلب الظروف تنتهي بموجة دافعة خماسية، وأيضا إذا كان هناك موجة دافعة خماسية، مع ارتداد بسيط، فإنه من المحتمل جدا وجود موجة خماسية أخرى تليها مباشرة. أصحاب التحليل الفني لموجات إيليوت لهم اليد العليا في تحديد أماكن وتوقيت وجود موجات دافعة قوية.
تعرفنا في المقال على ما يميز الموجات الدافعة لإليوت وكيفية التفرقة بينها وبين الموجات التصحيحية الأخرى، وأيضا تعرفنا على الأوقات التي تتواجد فيها الموجات الدافعة وكيفية استغلالها في الدخول في عمليات مربحة، أو تجنبها حتى تظهر علامات بداية موجة أخرى نستطيع أن نتعامل معها بهدوء دون أن يشكل حركة السعر السريعة في الموجة الدافعة أي ضغط علينا.
More Stories
المضاربة باستخدام استرايجية موجات اليوت التصحيحية
تحليل سوق العملات و حركة سعر الصرف – الفوركس
أستخدام فيبوناتشي التوسعية والوصول لمستويات سعر دقيقة