أهمية خطة العمل Business Plan في التداول والمضاربة
رغم أهمية موضوع انشاء خطة العمل Business Plan ولكن للأسف الحديث عنه في المواقع المختلفة ليس على المستوى المطلوب، الخطط الموضوعة أثناء التداول كثيرة، منها ما ذكرناه في موضوع سابق والخاص بخطة التداول، والآن نتحدث عن خطة العمل أو Business Plan، وإذا كانت خطة العمل تعمل على حمايتك من نفسك أثناء فترة التداول فإن خطة العمل تعمل على حماية مستقبلك المهني من نفسك.
خطة العمل باختصار هي تضع مشوارك الماضي والقادم مع الفوركس في مجموعة من النقاط، ماذا تريد؟ ماذا أنجزت؟ أين أنت الآن؟ وأين تريد الذهاب.
أهمية خطة العمل للمضارب في مجال الفوركس والإستمرارية في المكسب
عندما يتعلق الأمر بالتداول في سوق الفوركس، يعتقد البعض أن النجاح والمكسب يمكن تحقيقهما بسرعة. لكن الحقيقة هي أن التداول الناجح ليس عملية تتم بين يوم وليلة. يعتمد النجاح في هذا المجال على العديد من العوامل، وأهمها هو وجود خطة عمل مدروسة ومنهجية.
من السهل الوقوع في فخ الربح السريع عند دخول سوق الفوركس، ولكن المضاربين المحترفين يعرفون أن المكسب الحقيقي يكمن في الاستمرارية. الربح المستدام، الذي يتراكم بمرور الوقت، هو ما يميز المتداول الناجح عن المبتدئ. بدون خطة عمل واضحة، قد يجد المضارب نفسه يحقق أرباحًا في البداية، لكنه يخسرها بسرعة بسبب القرارات العشوائية.
دور خطة العمل Business Plan في تحقيق الاستقرار
خطة العمل ليست مجرد وثيقة، بل هي خارطة طريق توجه المضارب نحو تحقيق أهدافه المالية. تتيح لك خطة العمل:
- وضع أهداف واضحة: تساعدك على تحديد ما تريد تحقيقه في فترات زمنية محددة، سواء كانت شهرية أو سنوية.
- إدارة المخاطر بحكمة: تساعد الخطة على تحديد مقدار المخاطرة التي يمكن تحملها في كل صفقة، ما يساهم في الحفاظ على رأس المال وتجنب الخسائر الكبيرة.
- تطوير استراتيجيات التداول: تضمن أن لديك استراتيجيات مدروسة للتعامل مع ظروف السوق المختلفة، بدلاً من الاعتماد على الحظ أو التوقعات العشوائية.
بمرور الوقت، ومع اتباع خطة عمل منظمة، يصبح المضارب أكثر خبرة وقدرة على التعامل مع السوق بتأنٍ ووعي. يتجنب الأخطاء الساذجة مثل الدخول في صفقات غير مدروسة أو الاستسلام للطمع، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى خسائر فادحة.
علاوة على ذلك، تساعد الخطة في بناء ثقة المضارب بنفسه. فعندما يرى المضارب أن خطته تؤتي ثمارها، وأنه يحقق الأرباح بشكل منتظم، يصبح أكثر انضباطًا وثباتًا في استراتيجيته.
زيادة رأس المال بشكل تدريجي
من خلال خطة عمل محكمة، يمكن للمضارب أن يعمل على زيادة رأس ماله بشكل تدريجي. بدلاً من المخاطرة بكل شيء لتحقيق مكاسب كبيرة بسرعة، تتيح لك الخطة زيادة حجم رأس المال بطريقة مدروسة ومنهجية. هذا النهج يساهم في بناء ثروة مستدامة على المدى الطويل، وهو الهدف الذي يسعى إليه كل مضارب في سوق الفوركس.
تلخيص هذه الأسئلة في نقط والإجابة عنها بصدق ووضع خطة محكمة وصارمة تضع خطوط عريضة لمشوارك مع الفوركس، للأسف هناك الكثير من الأفراد قضو سنين في الفوركس ولم يصلو إلى شئ، والمشكلة الأكبر أنه ليس هناك حد أو نهاية لهذا المشوار سواء بالاستمرار أو التوقف.
سوق الفوركس من أسواق الأستثمار المغرية جدا، فأنت ترى بعينك الأرباح أولا بأول وتسمع كثيرا عن من استطاع انجاز خطته وأحلامه وأستطاع الإستقلال ماديا بالفوركس وتغيرت حياته تماما، وبالتأكيد تحلم بمثل هذه الحياة الجميلة التي تكون فيها أنت مدير نفسك وتترك عملك الأساسي وتتفرغ لهذه المهنة الشيقة.
ولكن للأسف مثل هذه الأحلام تكون هي بداية الإنسياق وراء المجهول وتعجل النجاح وعدم وضع جدول زمني أو حدود لهذه المغامرة ولا حساب لعواقبها الوخيمة إذا سارت الأمور عكس ما تتمنى، ولا أتكلم هنا عن الخسارة المادية، هناك ما هو أفجع، وهو خسارة الوقت والمجهود وأحيانا العمل سعيا وراء نوع جديد من الأستثمار ليس هناك ضامن على نجاحه.
للخروج من مثل هذه المشاكل ووضع خطوط عريضة لهذه المغامرة، عليك النظر جيدا إلى أين أنت تقف الآن، إذا كنت مبتدئ أو حتى قد قضيت عدد من السنوات ولم تصل لشئ بعد فعليك أن تكون حذرا في أن يأخذك حماسك في اتخاذ أي قرارات مصيرية، عليك الإلتزام بوظيفتك، وكن حريصا في التصرف في مدخراتك، وفي نفس الوقت عليك بذلك مزيد من الجهد في دراسة الفوركس، وليس هناك مشكلة في تخصيص مبلغ شهري بسيط في حدود $50 أو $100 للدراسة أو الإستعانة بأي من مواقع التحليل الشهيرة لتسريع وتيرة التعلم والإحتكاك بالمحترفين.
وفي نفس الوقت عليك بوضع خطة زمنية يتم الرجوع إليها كل فترة شهرين أو ثلاثة لتقيم أداءك وما أنجزته في الفترة الماضية، بالتأكيد الموضوع سوف يأخذ وقت طويل، فنحن هنا نتحدث عن تغيير محوري في حياتك وليس مجرد وظيفة أو مهنة جديدة.
الشئ الأكيد في عالم الفوركس هو أنك لن تدرك النجاح بين ليلة وضحاها، ولكنها عملية تعلم مستمرة ومع الوقت وزيادة ساعات التداول، تزداد معها خبرة ونضج في المضاربة.
مثلما يتم تقييم الطيار بعدد ساعات طيرانه، أيضا المضارب يتم تقييم خبرته وأداءه بمدة خبرته كمضارب، لإنه كلما قضى وقت أطول في المضاربة، كلما كانت قراراته متزنة وناضجة، لإن النجاح في هذه المهنة هي نتيجة تراكم الخبرات والتجارب في السوق على فترات وأزمان مختلفة.
أما في حال ما كنت قد أنجزت العديد من سوق الفوركس وأستطعت الوصول إلى نتائج إلى حد ما مرضية، أيضا لا تتعجل في اتخاذ قرارات خاصة بترك وظيفتك الأساسية، فعليك أن تضع هذه الخطوة المهمة ضمن خطة العمل الخاصة بك.
ليس معنى أنك قد حققت بعض الأرباح من الفوركس أنه حان الوقت لإتخاذ بعض القرارات المصيرية ، فقط لا تتعجل، ولكن عليك الإنتقال إلى السؤال المهم في الخطة، كيف ترى نفسك في الفترة القادمة.
عليك صياغة هذا السؤال في عدد من النقاط، وبالتأكيد بما أنك حققت بعض النجاحات فمن السهل الوصول إلى بعض المعطيات التي تساعدك في رسم خطة للفترة القادمة، فأنت تعلم متوسط ربحك الشهري، وبالتالي الربح السنوي، وما هي الزيادة السنوية لربحك نظرا لتحسن أداءك في المضاربة، وكيف سيكون أداءك بعد خمس سنوات مثلا.
من خلال الوصول إلى بعض الأرقام نتيجة الأجابات عن الأسئلة الماضية ستكون في حالة نفسية جيدة وأنت ترى أداءك في تحسن بمرور الوقت، وعندما تجد نفسك تستطيع الإستقلال بعملك الجديد في مجال الفوركس، عليك أيضا وضع خطة عمل جديدة ولكن كمضارب محترف يستطيع الإعتماد على عمله الجديد ورسم خطة لخمس سنوات أخرى قادمة.
في النهاية، يمكن القول إن خطة العمل هي الأساس الذي يعتمد عليه أي مضارب ناجح. بدونها، قد يجد المتداول نفسه يتخبط في السوق دون هدف واضح، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة وربما الخروج من السوق نهائيًا. لذا، إذا كنت تتطلع إلى النجاح في الفوركس، فإن أول خطوة يجب أن تقوم بها هي وضع خطة عمل مدروسة تسير بك نحو أهدافك بخطوات ثابتة ومتأنية.