استراتيجية سكالبينج نظام المضاربة الأقوى.. ولكن
ما هي استراتيجية سكالبينج
تتعدد وتختلف أساليب واستراتيجيات المضاربة والتداول، ونجد أن من أكثر الإستراتيجيات سمعة بين المضاربين هي استراتيجية سكالبينج ، هي استراتيجية مميزة بدون شك، ويعتمد عليها الكثير من المضاربين، ولكن السؤال هو هل هي ملاءمة لشخصية كل مضارب ومتداول؟ هي يستطيع العديد من الأشخاص التعامل مع قوتها وضغوطها مع سوق الأسهم؟ هذه اسئلة مهم أن نجد لها إجابات.
من أهم أسباب نجاح المضارب في سوق الفوركس أو الأسهم بشكل عام أنه يعمل طبقا لنظام يتناسب مع طبيعته واسلوب حياته وظروفه، حياتنا اليومية وطباعنا تختلف من شخص لآخر، نحن نختلف في أشياء مثل طريقة رد الفعل وسرعته، القدرة على اتخاذ القرارات المهمة، التعامل مع الضغوط وهكذا..، وأيضا ظروفنا تختلف باختلاف نظام حياتنا و أوقات العمل والراحة والفراغ والإلتزامات الأسرية وهكذا….
فإذا كنا أمام شخصية تستطيع تحمل الضغوط ولا تشعر بالتوتر بسهولة ولديه سرعة في أتخاذ القرارات وتنفيذها، وأيضا يملك مساحة من الوقت يقضيها أمام شاشات الكمبيوتر لمتابعة حركة الأسعار لساعات طويلة، فهو بالتأكيد في حاجة للتعامل مع نظام مضاربة يتيح له التداول بشكل يناسب طباعه وأسلوبه، نظام يتيح له استعمال أدواته وإمكانياته واتخاذ القرار المناسب بشكل سريع والدخول المتعدد للسوق في وقت قصير، هذا النظام هو ما نطلق عليه اسم الأسكالبينج، وهو نظام مضاربة واحد من ضمن ثلاث أنظمة أخرى يستطيع المضارب اختيار منهم ما يناسب طبيعته وأسلوب حياته بشكل يتيح له ممارسة عمله كمضارب بشكل ناجح ومريح.
أنظمة المضاربة المختلفة:
يتم تقسيم المضاربين كل حسب طباعه ونظام حياته وأسلوبه في التداول بالشكل التالي:
– المضاربة بنظام سكالبينج
– المضاربة بالنظام اليومي
– المضاربة المتأرجحة Swing Trading
– مضاربة الموقف Position Trading
أولا: الأسكالبينج:
يتم من خلال الإسكالبينج استغلال وقت الزخم اليومي وحركة النقاط والسوق السريعة وذلك عن طريق المضاربة السريعة بالدخول إلى السوق والخروج بوقت قصير لا يتعدى ثواني أو دقائق، ويكون الإطار الزمني للدقيقة أو النقطة هو النافذة الرئيسية للشارت لهذا النوع من المضاربة.
وتعتبر الفكرة الرئيسية لهذا الأسلوب فكرة شيقة جدا، يعتمد اسلوب هذه الأستراتيجية على جني عدد قليل من النقاط في وقت قصير بشكل متعدد ومتكرر مستغلا أوقات فتح السوق والتي تكون فيها حركة الأسهم والأسعار سريعة، هذا الأسلوب مناسب لمن لا يريد إبقاء عمليات مضاربة مفتوحة لوقت كبير، وأيضا لمن يبحث عن مكاسب صغيرة من عمليات قصيرة متكررة تظهر نتائجها الربحية على المدى الطويل.
ونظرا لقصر فترة المضاربة يجب على المضارب في هذه الحالة أن يكون لديه الوقت الكافي والتركيز لمتابعة حركة الأسعار والأسهم بدقة، وأن يكون متفرغا طوال فترة التداول ملاصقا لشاشة الكمبيوتر لاتخاذ القرار المناسب طبقا لحركة السوق، وقد تمتد فترة تفرغه وتركيزه في الشاشة وحركة الأسعار إلى ساعات في انتظار الوقت المناسب لفتح عملية تداول جديدة.
للنجاح كمضارب بهذا الأسلوب يجب أن يتمتع بصفات غاية في الأهمية هي:
– التركيز الشديد.
– اتخاذ القرارات السريعة.
– القدرة على تنفيذ هذه القرارات في الوقت المناسب.
ثانيا: المضارب اليومي:-
كما يفهم من العنوان المضارب اليومي هو شخص يجد راحته في التعامل مع عملية واحدة أو اثنين بالكثير على مدار اليوم، أهم شئ أنه يغلق المعاملة بنهاية يوم التداول على أقصى تقدير ولا يبقي عليها مفتوحة في حسابه لليوم التالي، ويكون شارت الخمس دقائق أو الربع ساعة هو النافذة الأساسية للمتاجرة والتداول بالنسبة له، و هو أيضا شخص لديه وقت للتحليل ومراقبة حركة الأسهم في بداية اليوم وبناء عليه يتخذ قراره بالبيع أو الشراء، ولكن ليس عليه الجلوس طول الوقت في حالة مراقبة، فالضغط العصبي هنا بالتأكيد ليس مثل نظيره في نظام السكالبينج.
ثالثا: المضاربة المتأرجحة Swing Trading:–
هذا النظام مناسب أكثر لمن لديه وظيفة يومية أو نظام يومي صارم لا يستطيع من خلاله متابعة أحوال السوق إلا ساعة أو اثنين يوميا، يتم من خلال هذا الوقت القصير تحليل السوق وفتح عملية جديدة أو غلق ما تم فتحه من عمليات. ومن الممكن أن تظل مدة التداول لعملية واحدة لعدة أيام دون أن تصل للربح المحدد أو حتى ان يضرب السعر مستوى وقف الخسارة، قد تكون أرباح هذا النظام كبيرة من حيث عدد النقاط، ولكن عدد المضاربات يكون قليلا خلال الأسبوع الواحد.
رابعا: مضاربة الموضع Position Trading:-
وهذا أطول نظام مضاربة من الممكن ممارسته، طويل لدرجة أن عملية واحد قد تستغرق شهورا أو حتى أعواما عديدة، وعلى عكس جميع الأنظمة السابقة قد يعتمد هذا النظام بشكل كبير على التحليل الأساسي ويجب على المضارب أن يكون لديه المام كبير بسوق المعادن والأسهم وتأثيرها على سوق العملات والحالة العامة للإقتصاد العالمي ومتابعة أخبار الصفقات والتبادل التجاري بين الدول، وبالتأكيد هذا النوع من المضاربة لا يتطلب التفرغ، فقط مراقبة السوق بشكل دوري كل عدة أيام أو كل أسبوع، يتطلب هذا النظام وجود رأس مال قوي يتحمل تقلبات السوق والذي قد يمتحن قدرات الصمود أمام انعكاسات السوق في حال الذهاب بشكل سلبي لمئات النقاط.
شروط التدوال بالأسكالبينج:
1- التفرغ:
أعتقد أنه من الصعب التداول بنظام الأسكالبينج وأنت مرتبط بعمل يومي أو لديك مشاغل في أوقات التداول المهمة، بجانب ضرورة متابعة حركة الأسهم نقطة بنقطة لتجنب الخسارة أو الإستمرار في الإبقاء على عملية مفتوحة بوقت أكثر من اللازم.
2- الهدوء والتركيز:
من أهم صفات المضارب بهذا النظام هو تمتعه بالهدوء والتركيز وعدم التأثر نفسيا بحركات السعر والتي قد تكون أحيانا وهمية وتأثر على قراره بالإستمرار في المضاربة.
3- عمولة منخفضة:
ان يكون الوسيط أو مقدم الخدمة من الشركات التي تدعم سبريد Spread وعمولة بسيطة في معظم العملات، لكي يكون لديك سهولة وحرية في اختيار الزوج المناسب دون القلق من وجود سبريد عالي يأتي على أرباحك.
4- التدريب:
مثل كل أنظمة المضاربة يجب عليك التدريب جيدا على هذا النظام قبل البدء في المضاربة الحقيقية وأيضا تطبيق نظام إدارة أموال ناجح والتأكد من الحسابات ومن قيمة الإرباح وإنها بالفعل سوف تكون سياسة مربحة بالنسبة لك.
5- قوة المنصات الفنية:
نظرا لضرورة دخول السوق والخروج منه في أوقت دقيقة، فبالتأكيد يجب توافر لديك أدوات ومنصات تعمل بكفاءة طول الوقت، من أجهزة كمبيوتر سريعة، نقل البيانات بسرعة وفي لحظتها من سرعة انترنت ثابتة، وأيضا التعامل مع وسيط تجاري Broker ينقل لك حركات الأسهم مباشرة دون أي تعطيل لأي سبب.
مزايا المضاربة بالأسكالبينج
– قضاء وقت قصير في المضاربة:
بالتعامل مع الإسكالبينج قد تقضي وقت طويل في مراقبة السوق، لكن وقت المضاربة الفعلي وفتح عمليات يكون قصير جدا، ليس عليك في هذه الحالة إلا قضاء ثواني أو دقائق في التعامل مع السوق، وبالتأكيد خروجك من عمليات التداول بهذه السرعة سوف يحميك من سلبيات المضاربة المعروفة مثل التحرك المفاجئ عكس الاتجاه، وبالتأكيد لن تتأثر أيضا بانعكاسات السوق والتي غالبا ما تحدث أثناء الليل.
– توافر سيولة لفتح الكثير من العمليات:
نظرا لقصر مدة التداول فأنت متاح في حالة استعداد لدخول السوق معظم الأوقات ولديك السيولة الكافية لذلك، وتستطيع الدخول والخروج مرات عدة على مدار اليوم، وكلما كان دخولك للسوق كثيرا كلما زادت أرباحك، وهذا عكس التداول طويل المدى والذي يقلص من فرصة دخولك السوق في عمليات جديدة حتى ولو توافرت شروط المضاربة نظرا لوجودك بالفعل في عملية وتخشى الدخول في عملية جديدة قد تضاعف من خسارتك وتضعف السيولة المتاحة لديك للمضاربة.
– ارتفاع معدل دخول السوق :
ليس عليك الانتظار ساعات كي تجد الفرصة المناسبة للمضاربة، في الغالب تكون حركة السوق على المدى القصير وشارت النقطة والدقيقة قصيرة ومتقلبة، لذلك تتحقق لديك شروط الدخول في المضاربة في أوقات قصيرة ومتتابعة.
– أقل حركة في السوق تحقق لك ربحا:
في معظم أنظمة التداول عليك الانتظار حتى يصل ربحك على الأقل لعشرة أو عشرين نقطة حتى تستطيع الشعور بالأمان، لكن مع المضاربة بنظام الإسكالبينج على السوق فقط أن يتحرك بقيمة ثلاث أو أربع نقط حتى تكون في أمان، قد يكون هذا العدد من النقاط كافي جدا للخروج من السوق بمكسب، حتى وإن عكس السوق اتجاهه ضدك فلن تكون قد خسرت شيئا، في هذه الحالة سوف تخرج من السوق في حالة تعادل على أسوأ تقدير.
عيــوب المضاربة بالأسكالبينج
– ارتفاع قيمة العمولة والسبريد بالنسبة للمكسب:
يجب عليك مراقبة مصاريف المضاربة من حيث هامش ربح الوسيط Broker والسبريد، فمثل هذه المصاريف والتي تبدو بسيطة وهامشية إلا إنها في واقع الأمر تؤثر بشكل كبير على الأرباح النهائية الخاصة بك وقد تؤثر بنسبة كبيرة على أرباحك الإجمالية.
– المضاربة تحت ضغط:
من عيوب هذا النظام أنك سوف تكون تحت ضغط طوال فترة عملك، فعليك مراقبة حركة السعر، وأن تكون في منتهى الدقة في اختيار وقت الدخول والخروج من السوق، واتخاذ قرارات سريعة بهذا الصدد، لذلك إذا كان لديك مشاكل متعلقة بارتفاع ضغط الدم أو كنت ممن لا يجيد العمل تحت ضغط وتفضل المضاربات طويلة المدى، فهذا النظام بالتأكيد ليس لك.
– تساوي هامش المخاطرة مع الربح المتوقع:
في قواعد المضاربة العادية يجب أن يمثل ربحك على الأقل ضعف هامش المخاطرة أو الخسارة، فإذا كنت تخطط لربح 2 دولار، فعليك أن تضع هامش المخاطرة أو الخسارة بحد أقصى دولار واحد، لكن في استراتيجية الأسكالبينج ان كنت تخطط لمكسب 2 دولار، فعليك أن تضع مثلهم كهامش مخاطرة أو خسارة، لذلك يجب أن تخرج بإجمالي مضاربات ناجحة في العدد أكثر من الخاسرة حتى يتحقق لك المكسب المطلوب.
– سهولة ضرب مستوى وقف الخسارة:
عندما يضع المضارب مستوى وقف خسارة بسيط مثل نقطتين أو ثلاث أو حتى خمسة، فهناك سهولة في ضرب الأستوب، في اساليب المضاربة العادية غالبا ما يلجأ المضارب لفتح مساحة لكي يتحرك السعر قليلا في الأتجاه المعاكس، ولكن مضارب الأسكالبينج لا يملك مثل هذه الرفاهيه، إذا فتح مضارب الإسكالبينج المجال لتحرك السعر في اتجاه الخسارة سوف يكون هامش الخسارة أكبر من الربح المتوقع وبالتأكيد لن يحقق أرباح بمثل هذه الطريقة.
نصائح مهمة للمضاربة بنظام الأسكالبينج:
إذا كنت ترغب في اتخاذ هذه الأسلوب كوسيلة لك في المضاربة فعليك قراءة النصائح التالية وأخذها في الإعتبار.
– اختيار أزواج محددة للمضاربة:
عليك المضاربة في الأزواج التي عليها إقبال وتكون حركتها سريعة، وغالبا ما تتوفر هذه الشروط في الأزواج الرئيسية مثل EUR/USD أو GBP/USD أو USD/CHF أو JPY/USD، بالتأكيد ليس عليك التعامل مع كل الأزواج السابق ذكرها، في الغالب سوف يكون عملك في إطار زوج واحد أو اثنين كما سوف نتحدث عن هذه النقطة لاحقا.
– أختيار توقيت مناسب للمضاربة:
غالبا ما يكون هذا الوقت هو توقيت فتح الأسواق، في هذا التوقيت تبتدي حركة السوق في التسارع وتظهر به نتائج المضاربة سريعا وتستطيع الدخول مرة أخرى وثانية وثالثة.
– حساب السبريد Spread وعمولة الوكيل:
وبما إن عملية الإسكالبينج تعتمد على الخروج بأرباح قليلة فعليك بحساب السبريد بدقة، لضمان السير في الطريق الصحيح وتحقيق الربح من المضاربات صغيرة الأرباح فمن الطبيعي أن يكون الفرق بين عدد النقاط بين العرض والطلب Spread قليلا، فبالتأكيد إذا كان هذا الهامش كبيرا فلن يكون هناك أي ربح وستخرج من معظم المضاربات في حالة تعادل Break even من عمليات كثيرة كان من الممكن أن تكون مربحة بالنسبة لك لولا أن السبريد أكل ما ربحته.
لذلك تجد الكثير من مقدمي خدمة المضاربة يضعون عناوين براقة في أعلاناتهم يتحدثون فيه عن أنهم أقل سبريد أو عمولة في السوق، من الممكن استغلال هذه الخاصية المذهلة في المضاربة باسلوب الأسكالبينج.
– التركيز على زوج واحد فقط.
أعتقد أنه من الصعب العمل مع أكثر من زوج في ظل هذا النوع من المضاربة والذي يتطلب التركيز الشديد واتخاذ قرارات سريعة وتنفيذها، لذلك من الأفضل ولو في البداية على الأقل أن يكون التداول على زوج واحد فقط، وعند التمكن من الأدوات وفهم الأسلوب جيدا من الممكن العمل على أكثر من زوج، ولكن يظل الأفضل هو العمل مع زوج واحد فقط عند التداول.
– التعامل مع إدارة جيدة للأموال.
للنجاح في الفوركس بشكل عام يجب أن تكون لديك إدارة جيدة للأموال وإلا لن تربح شيئا بصرف النظر عن الإستراتيجية المتبعة، وكلما كان التداول قصير وسريع وعدد النقاط المستهدفة للربح قليل، كلما كانت الحاجة لإدارة أموال ناجحة أكثر وأهم، ومع التداول بطريقة الإسكالبينج يجب عليك اتباع ادارة أموال جيدة والتدريب عليها لفترة طويلة، نحن هنا نتكلم عن مدى أهمية النقطة في التداول، لذلك يجب عليك أن تضع خطوط عريضة لتوقيت الدخول والخروج وتحديد مستويات أساسية للربح والخسارة تحقق على المدى الطويل الأرباح المطلوبة.
الملخص:
ومن خلال النقاط السابقة أعتقد أنه قد تم حصر نظام المضاربة بطريقة السكالبينج في مجموعة من النقاط المهمة، والتي أتمنى أن تكون عناصر مساعدة لك في التعامل مع النظام والتعريف به واستغلال نقاط القوة وتجنب سلبياته قدر المستطاع.
هو بالتأكيد من أكثر أنواع المضاربة إثارة، لا يوجد شئ يرفع من الروح المعنوية للمضارب ويزيد ثقته بنفسه مثل ظهور نتائج المضاربات بشكل يومي وأن تكون في صالحه وكما خطط لها.
ومن المهم جدا أن تقوم بالتدريب على بيانات قديمة قد تكون متاحة لك على الأزواج التي سوف تقوم بالتداول بها حتى تستطيع الوصول للأسلوب الأمثل للمضاربة بعيد عن التأثر بعوامل الضغط أو العاطفة والتي قد تسيطر عليك أثناء المضاربة، الوصول لنتيجة إيجابية من خلال التدريب سوف يكون عامل مؤثر بالنسبة لك يعطيك الثقة اللازمة للتدوال وتمنعك من اتخاذ قرارات انفعالية قد تحول مكسبك إلى خسارة.